انخفاض عالمي مرتقب في سوق الهواتف الذكية وتحديات جديدة تؤثر على النمو

تواجه صناعة الهواتف الذكية تحديات كبيرة في العام المقبل، مع توقعات بانخفاض شحناتها على الصعيد العالمي، بفعل عوامل متعددة تضع ضغطًا متزايدًا على الطلب ومكونات الإنتاج، خاصة في ظل الأزمة المتواصلة التي يشهدها قطاع رقائق الإلكترونيات.
تراجع شحنات الهواتف الذكية يهيمن على توقعات السوق العالمية
أشارت شركة “كاونتربوينت” لأبحاث السوق إلى احتمال تسجيل انخفاض في شحنات الهواتف الذكية بنسبة 2.1% خلال العام المقبل، وسط بيئة اقتصادية صعبة تُثقل كاهل الصناعة، ويأتي هذا التراجع نتيجة ارتفاع تكاليف الرقاقات الأساسية واضطرابات متكررة في سلاسل التوريد، مما يؤثر على إنتاج الأجهزة وتوافرها في الأسواق.
نقص الرقائق وتأثيره على صناعة الهواتف الذكية
يُعرف قطاع الإلكترونيات بنقص حاد في الرقائق التقليدية منذ عدة أشهر، بسبب تحول الشركات المصنعة للتركيز على رقائق الذاكرة المتقدمة، المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، على حساب المكونات الأساسية التي يعتمد عليها الهاتف الذكي، مثل معالجات الهواتف وأنظمة الاتصال، ما يزيد من تعقيد عملية التصنيع ويضع العلامات التجارية تحت ضغط مستمر.
العلامات الصينية والتحديات في سوق الهواتف منخفضة التكلفة
توضح “كاونتربوينت” أن الشركات الصينية، مثل “هونر” و”أوبو”، ستكون الأكثر تأثرًا بهذا التراجع، خاصة في فئة الهواتف منخفضة التكلفة، حيث تواجه هذه العلامات ضيقًا كبيرًا في هوامش الأرباح، ويصعب عليها تمرير زيادات الأسعار للمستهلكين، مما يقلل من قدرتها التنافسية ويهدد حصتها السوقية.
ارتفاع أسعار رقائق الذاكرة وتأثير الذكاء الاصطناعي
يُبرز التقرير أن الطلب المتصاعد من شركات الذكاء الاصطناعي على رقائق الذاكرة يؤدي إلى ضغط إضافي على السوق، فكون شركات مثل “إنفيديا” تستخدم رقائق مخصصة للهواتف الذكية في خوادم الذكاء الاصطناعي، ينعكس على ارتفاع ملحوظ في أسعار ذاكرات الخوادم، مع توقعات بمضاعفة الأسعار بحلول نهاية عام 2026، مما يوسع الفجوة بين العرض والطلب في سوق المكونات الإلكترونية.
تغير هيكلي في أولويات صناعة أشباه الموصلات وتأثيره المستقبلي
تُظهر التغيرات الحالية انزياحًا هيكليًا في أولويات صناعة أشباه الموصلات، حيث تركز الشركات على القطاعات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي على حساب القطاعات التقليدية مثل الهواتف الذكية، وهذا التحول من المرجح أن يستمر مؤثرًا سلبًا على سوق الهواتف المحمولة، ويزيد المنافسة على الموارد، مما يحتم على الصناعات التكيف بسرعة مع التحديات المتجددة للحفاظ على مستواها في السوق العالمية.










